الجزيرة العربية هي أرض العرب ومهد الإسلام وملتقى قارات العالم وحضاراته. أسهم إنسان الجزيرة العربية بقسط وافر في الحضارة الإنسانية في منطقة الشرق الأدنى القديم عبر العصور التاريخية المختلفة، ومن أرض الجزيرة العربية ظهر الإسلام، دين الحق والعدل والمحبة والسلام، وأسهمت الحضارة الإسلامية بقسط كبير لا ينكر في الحضارة الإنسانية. 

   وقد تطلع الباحثون المختصون بتاريخ الجزيرة العربية إلى عقد ندوات عالمية تتناول دراسات تاريخ الجزيرة العربية، يشارك فيها أرباب الاختصاص من مختلف أنحاء العالم، يتم عقدها مرة واحدة كل عامين.

   أذن الله سبحانه وتعالى أن تتبلور هذه الفكرة وتخرج إلى حيز الوجود إذ وافق معالي وزير التعليم العالي والرئيس الأعلى للجامعات – آنذاك – الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيح رحمه الله بكتابه المرقم بـ 1023 والمؤرخ في 1395/12/17هـ على عقد ندوة دراسات تاريخ الجزيرة كل سنتين.

   وتهدف الندوة إلى دراسة تاريخ الجزيرة العربية في مختلف العصور دراسة عميقة تشمل تاريخها السياسي والحضاري والاقتصادي، وتجلي عناصر الوحدة بين أقاليمها وثراء التنوع في مجتمعاتها والاستمرار والتغيير في عاداتها وتقاليدها وعلاقاتها بالأرياف والبوادي، وعلاقاتها بالأقطار المجاورة والنائية. وتوظف فيها المصادر الأصلية الأدبية (المكتوبة) والآثارية، بحيث يفضي كل ذلك إلى كتابة تاريخ شامل يقوم على منهج علمي دقيق.